recent
مشاركات بوفار

كتاب على جناح فراشة للكاتبة سارة الحداد

bovar
الصفحة الرئيسية

 اسم العمل

على جناح فراشة 

نوع العمل

كتاب شامل (قصص، خواطر، نصائح)

اسم الكاتبة

سارة الحداد

تدقيق لغوي

نورهان صبري

تصميم الغلاف

لمار التعمري 

تصميم داخلي وتنسيق

حورية مصطفى 

الاقتباس

جِد نفسك، ثم ابحث عن الأخرين.

لستُ شخصًا صالحًا بل أخطئ كثيرًا.

ربما تخبر أحدهم عن بعض أخطائك، ولكن لا يعرف معظمها أحد سواك.

أنت تعلم جيدًا كل شيء يخصك، الجيد والسيء، ذنوبك وصالح أعمالك، أنت أفضل من يعرف تلك الحروب التي خُضتها وحدك، وإن علم غيرك ببعضها؛ لذا يمكنك مصادقة نفسك أيضًا!

لأنك دائمًا مُتاح، فَعنوان روحك ثابت لا يتغير، فكما يَجِدُك المحتاج عند حاجته، ها هي ذاتك بحاجتك الآن، وتناديك.

لا تلوم من حولك إن لم يكونوا معك في أيامك البائسة؛ فَربما تحتاج أن تخبرهم أولًا أن هناك بأس، وأنك بحاجتهم.

لن يَشعر الجميع بما تشعر به أنت، وإن كان واضحًا كوضوح الشمس؛ فأول طريق الفشل والضعف هو لوم الآخرين.

 كن أنت صديقًا وفيًّا إضافيًّا لنفسك بجانب أصدقائك، 

وإن لم يكن لديك، فها أنت ذا، عنوان أمانك الذي لن يتغير، واعلم أن لا أحد يعيش وحيدًا طوال عمره،

ربما لم تجد الروح التي تناسبك فقط!

.....

على الطريق


كان هناك أشخاص لا يعرفون بعض يسيرون على نفس الطريق. 

الأول مُدرِك إلى أين هو ذاهب، ويسلك طريقه بصرامة وجد. 

الثاني أيضًا يعلم وجهته، ولكنه مفتونٌ بجمال الطريق.

والثالث لا يعلم أي شيء، ولكنه خاف الضياع؛ لذا اتبع هذان الاثنان دون أن يعرف إلى أين هما ذاهبان.

والأخير يتبعهم أيضًا مسرور بوجود الناس على نفس ذات طريقه، وفَرحٌ بوجود نِعَم لا تُحصىٰ ولا تُعد وملذات كثيرة!

كان عليهم جميعًا أن يفعلوا بعض الأشياء؛ كي يصلوا لوجهتهم بأجمل شكل.

الشخص الأول وقع كثيرًا في أول الطريق، لكنه وقف وقفة استدراك طويلة، جمع فيها أشتاته، ثم استقام ثانيةً، وأكمل طريقه بهدوء، لم يتمتع بجمال الطريق؛ خوفًا من التأخر.

أما الشخص الثاني، كلما رأى شيئًا جميلًا وقف أمامه محدقًا به، كلما رأى زينةًأخذها لنفسه، كلما رأى طعامًا شهيًّا أكله، حاول الشخص الأول نصيحته بألا يتسع؛ كي لا يفقد طريقه، فقال له أنه يعلم، ولكنه يحاول، فمرة يفلح ومرة أخرى تتغلب عليه نفسه.

والثالث كان يفعل كالثاني تمامًا، ولكن الفرق الوحيد أنه لم يكن يعلم ما هدفه، ولا ما يجب عليه فعله، أي كان يعمل كل شيء ولكن بجهالة.


على عكس الرابع، الذي كان يعلم عواقب تسكعه الغير مباح والمبالغ فيه ولم يكن يكترث، وكان يؤجل العمل على هدفه بعد أن ينتهي من التمتع.

ولكن، هل ينتهي المرء من التمتع؟!

هذه الزينة، والشهوة، وعدم التركيز على الهدف أدت هذا الشخص الرابع إلى طريق مختلف تمامًا.

وصل الأول سريعًا، وأدّى أعماله بأكمل وجه، والثاني وصل أيضًا بعد أن أخذ نصيبه من الدنيا، أما الثالث وقف محتارًا، لم يعرف إلى أين يذهب عندما اختفى الشخصان اللذان كانا أمامه، وعندما أدرك أخيرًا وصل، حتى إن وصل متأخرًا لا بأس بذلك طالما أنه وصل، أما الرابع، لأنه لا يملك هدفًا، وترك معرفة كل شيء للمستقبل، ولا يعلم ما يريد من الأساس ظل تائهًا عندما تفرقت الطرق.

هذا الرابع، استراح قليلًا، وأخذ يفكر من هو، إلى أين يود الذهاب، وأين ذهب رفقاء الطريق الذي كان يتكئ عليهم؟

ولكن لم يجد إجابة، من سيجيب عليه بعدما أصبح وحيدًا أمام جميع الطرق! 

يا صديقي، إننا جميعًا في هذه الدنيا على طريق، يمكنك أن تستمتع برحلتك، وأخذ نصيبك من كل ما يحلو لك، ولكن لا تنسى وجهتك، واعلم أن الطريق لن يكُن مزين بالورود ويسير، بل ستبكي، وتتعثر، وتتعرف على أشخاص جيدين وآخرين سيئين، ستفعل أحيانًا ما تريد، وأحيانًا ما لا تريد.

الطريق، أي الدنيا، عبارة عن محاولة، ستصل لهدفك، وأنت تحاول، لذا لا بأس أن تقع مرة، واثنان، وعشرون، وألف حتى تصل، لكن الأهم ألا تستسلم أبدًا، وأن تموت، وأنت تحاول، لا أحد يصل في الدنيا؛ لأن الوصول هو الجنة، والجنة ليست هنا.

ستقابلك بعض الفتن أيضًا وبعض المتع المباحة، فاحرص على أن تتمتع دون أن تُفتن في نفسك ودينك!

سيكون من الجيد أيضًا أن تعلم أن الرحلة فردية مهما رافقك البعض، أنت البطل، أنت المسؤول، أنت الذي سيُحاسب، وأنت الذي سيُجازى، فاعرف نفسك قبل البدء في أي شيء.

تحميل الكتاب


google-playkhamsatmostaqltradent