recent
مشاركات بوفار

كتاب شخصيات تستحق التأمل للكاتب محمد العثمان

bovar
الصفحة الرئيسية

 اسم العمل

شخصيات تستحق التأمل 

نوع العمل

تراجم وطبقات وسير

اسم الكاتب

محمد العثمان

تدقيق لغوي

أسماء حافظ 

تصميم الغلاف

هبه هويدي 

تصميم داخلي وتنسيق

حورية مصطفى 

الاقتباس

صلاح الدين يوسف بن أيوب

لم يكن صلاح الدين يحتل رأس قائمتي هذه حينما خطرت لي فكرة تأليف الكتاب ولكن ما حصل في 7 أكتوبر 2023 في فلسطين الحبيبة وما تلاها من جرائم الإبادة الجماعية في غزة الجريحة التي قضت مضجع شعبنا العربي بل العالم المسلم برمته جعلني أستذكرُ هذه الشخصية التاريخية وأضعها على رأس قائمتي تبعًا لمجريات الأحداث التي نمرُّ بها.

فـي عام (492 هـ - 1099 م ) دخلت القوات الفرنسية الصليبية مدينة القدس، وخرجت مدينة الأقصى عن السيطرةِ الإسلامية وكانت تلك هي المرة الأولى في التاريخ تخرج فيها القدس عن الزعامة العربية الإسلامية، ولسوء الحظ أنّ العالم العربي بل الإسلامي أجمع، كان في تلك الحقبةِ مفككًا كما هو اليوم فلم يتمكن لا الخليفة العباسي التي كانت دولتهُ آنذاك هشةً للغاية ولا السلاطين من نجدة الأقصى المأسور بيد الاحتلال الأجنبي.

قال ابن كثير:

((لما كان ضحى يوم الجمعة لسبعٍ بقِينَ من شعبان سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة، استحوذ الفرنج – لعنهم الله – بيت المقدس – شرفه الله – وهم في نحو ألف ألف مقاتل، وقتلوا في وسطه أكثر من سبعين ألف قتيل من المسلمين، فجاسوا خلال الديار، وكان وعدًا مفعولا))

ذعرَ المسلمون ذعرًا شديدًا من هذا التحول الخطير وشعروا حينها بثمن التفرقة التي يقبعون بها فجمع الخليفة الفقهاء وطلب منهم الانتشار في جهات الأرض واستنفار المسلمين والعرب لقتال الفرنسيين واستعادة الأقصى المبارك.

وقبل أنْ يضربَ المسلمون ضربتهم ارتأت الإدارة العسكرية في الكيان الصليبي في القدس أن توسع هجماتها الاستباقية وزحفت الجيوش الصليبية نحو دمشق بغية الإستيلاء عليها واندلعت صراعات إقليمية تشبه التي اندلعت بعد النكبةِ عام 1948 م .

هذا، وأخذت جيوش الكيان بدعم عسكري أوروبي تعيثُ في كلِّ جهة حتى استولت على اللاذقية وطرطوس وجبلة وبيروت وصيدا والأردن حتى أنطاكية، فكانت هذه الحدود الواسعة هي حدود الكيان الصليبي العسكري وعاصمته القدس المحتلة.

فتـحوّلت القدس آنذاك إلى قضية عربية وإسلامية تستثير الرأي العام كما هي اليوم .

أخذت الخيانة وقلة الحَمَيّة تتبدى في بعض الملوك كما ظهرت اليوم من بعض الأقطار العربية فسارعت بعض الدول التي تدعي أنها إسلامية للاعتراف بالكيان الصليبي والتطبيع معه وعقد إتفاقيات تجارية وسياسية معه.

حتى قال ابن الأثير متألما " حتى خُيّل للناس ولمن يرقبون تطور الأحداث آنذاك أنَّ الوضع قد صفا للصليبيين " 

فهنا نشاهد مدى التشابه الكبير بين عصرنا هذا وذلك العصر قبل ما يقارب ألف سنةٍ من الآن.

وفي عمق هذا الرقود الطويل والضعف المهين والخيانة الفاضحة برزَ إلى الساحة القائد "عماد الدين الزنكي" - رحمه الله- الذي تبنى القضية الفلسطينية وحمل على عاتقه هذه المهمة الصعبة...

تحميل الكتاب


google-playkhamsatmostaqltradent