recent
مشاركات بوفار

قصة قصيرة ما خفي كان أعظم للكاتبة شيماء محمد

bovar
الصفحة الرئيسية

 اسم العمل

ما خفي كان أعظم 

نوع العمل

قصة قصيرة 

اسم الكاتبة

شيماء محمد

تدقيق لغوي

أمنية عماد 

تصميم الغلاف

هبة إبراهيم 

تصميم داخلي وتنسيق

وئام مدحت 


الاقتباس

على غير العادة صغيرتي لم تستقبلني على باب عشتنا الصغير، شعرت بالقلقِ حيالها، أمكروهٌ أصابها؟


يحيى: مليكة، مليكة، أين أنتِ يا صغيرتي؟ ألم تشتاقي لي؟

مليكة: أنا هنا يا يحيى في غرفتنا. 

دخلت مسرعًا قلقًا أتفحصها بقلقٍ: لماذا تبكين يا مليكة؟

مليكة بدموعٍ: أنا أريد الطلاق (عقدت الصدمة لساني فأكملت كلامها) لا أستطيع إكمال هذا الزواج.

يحيى: بعد كل هذه المدة تُطلقين هذا السهم بدمٍ بارد؟ أتريدين موتي؟

مليكة: وأنا لن أستطيع أن أكمل مع هذا. (مدت يدها بعقد زواجٍ لي مع أخرى، ومعها شهادة ميلاد لفتاةٍ صغيرة) 

يحيى: عقد الزواج هذا مفبرك، ومَن أوصل لكِ هذه الأوراق حتى من الأساس؟ 

مليكة: والدتك، (أكملت بصدمة) عذرٌ أقبح من ذنبٍ، أتقول أن فتاة صغيرة مسجلة باسمك دون زواج؟ أتمزح معي؟

يحيى: مليكة، صدقيني، الأمر ليس كما تظنين، الحڪ.... 

قاطعته مليكة بصراخٍ: لقد قلت لك مائة مرة تزوج، وفي كل مرة تخبرني فيها دائمًا أنني كفاية، وأنك لا تريد أطفال، إذن ما هذا؟ أخبرني، لما خدعتني؟ أتراني طفلة ساذجة لهذه الدرجة؟ 

رد يحيى برجاءٍ: هدئي من روعك، أنا لا أريد أن يصيبكِ مكرهٍ، ولكن أنا لم أخدعك صدقيني، ولا أريد خسارتك أو جرحك، أنتِ كل ما أملك يا مليكة، والله ليست كما تظنين يا حبيبتي، اسمعيني أرجوكِ.

بعد صمتٍ ردت مليكة قائلة: حسنًا تكلم، ولكن اعلم أن هذا لن يغير قراري، فقط أريد أن أعرف لما الرجل الذي عشت في كنفية ستة أعوامٍ أكتشف أنه قد تزوج وأنجب من غيري والآن ينكر هذا؟ (كانت مليكة تتحدث والدموع تنهمر على وجنتيها) 

رد يحيى في نفسه قائلًا: لم أكن أريدها أن تعلم الآن بالأمر، سامحكِ الله يا أمي، كنت سأمهد لها الأمر تدريجيًا أولًا، لماذا؟ (بعد تنهيدةٍ عاود يحيى حديثه عاليًا قائلًا) لقد كبرت أمي في العمر ومع الأسف تعبت من وجود ابنتنا الصغيرة. 

مليكة: لا تقل ابنتي، هي.... 

قاطع يحيى حديثها قائلًا: اسمعيني أولًا أرجوكِ، لا، جودي تربت على أنها ابنة مليكة، ومُسجلة في شهادة الميلاد هكذا، لو ألقيتي نظرة فقط على اسم الأم ستجدي اسمك، هي ابنتي فعلًا، ولكن ليست كما تفكرين، (بعد تنهيدةٍ أكمل يحيى) في يومٍ طُرق باب أمي بعنفٍ، ففتحت ووجدت فتاة نحيلة أكل المرض من جسمها الكثير، ووجهها شاحب هربت الحياة منه.

حيث قالت تلك الفتاة المجهولة حينها: "أدخليني أرجوكِ، ساعد....". 

ولم تكمل كلامها حتى سقطت مغشى عليها أمام المنزل أثناء وصولي لشقة أمي، حيث قالت أمي لي: "يحيى، احمل هذه الفتاة بسرعة وأدخلها؛ كي نعلم ما أصابها بني". 

حملتها وكانت كالريشة، أدخلتها غرفة أمي وبعدما وضعتها على السرير قلت لأمي: "مَن هذه الفتاة يا أمي؟". 

فردت عليّ قائلة: "لا أعلم يا بني، لقد طرقت الباب فظننتها أنت، وفتحت لها فإذ هي تسقت مغشيًا عليها، ولم أعرف عنها شيء". 

وقبل خروجي من الغرفة طلبت أمي أن أتصل بالطبيب، فخرجت من الغرفة وأجريت الإتصال وجاء الطبيب وعند كشف ذراع الفتاة ظهرت كمية الكدمات الزرقاء وتساقط شعرها وبعد أن انتهى من الكشف قال الطبيب: "لا أعلم كيف حدث الحمل لهذه الفتاة بعد كل هذه كمية الكيماوي والأدوية التي تأخذها، إنها معجزة، سأكتب لها مجموعة من الأدوية المسكنة ستساعدها الفترة القادمة، ولكنها تحتاج إلى زيارة المستشفى؛ لتقوم بالتحاليل اللازمة".

فردت أمي قائلة: "لماذا تأخذ كمية كبيرة من الكيماوي؟" 

فرد الطبيب قائلًا: "من الواضح أنها في المراحل الأخيرة من السرطان، وإذا تم الحمل ستموت هذه الفتاة بغرفة العمليات؛ لأن جسدها لن يتحمل". 

ردت أمي حزينة: "يا حسرتي على شبابك يا صغيرة". 

وبعد وقتٍ من خروج الطبيب فتحت الفتاة عينيها قائلة بإرهاقٍ: "آه". 

فقالت أمي: "كيف حالك يا صغيرة؟" 

قال الطبيب: "تحتاجين إلى تغذية شديدة؛ لأنكِ حُبلى". 

ردت الفتاة بصدمة: "أنا لست متزوجة، ماذا سيحدث لهذا الطفل؟" 

أجابت أمي أيضًا بصدمة: "اهدئي واحكِ لي ما حدث معكِ، كيف حُبلى بدون زواج؟ أحدث اعتداء؟" 

أجابت الفتاة: "لا، ليس اعتداء أو زواج، اسمي جهاد في أحد تجاربي العلمية تعرضت لكمية كبيرة من الإشعاع فأصبت باللوكيميا ودخلت المستشفى وتمت التحاليل وقالوا سنحتاج إلى عملية بسيطة نستكشف بها ما هو مدى الإنتشار، ووقعت على الأوراق اللازمة وتمت العملية لاكتشف جرح صغير أسفل بطني وبعد فترة بدأت تظهر أعراض المرض أكثر فأكثر، والدواء لا يجدي نفعًا، اكتشفت في هذه الفترة فساد روؤساء قسمي، فقررت أنني سأكمل بحثي العلمي، ولكن هذا القرار لم يعجب من هم أعلى مني رتبة، وقرروا أن يكتبوا نهايتي في حادث لا أعلم إلى الآن كيف نجوت منه، وقررت بعدها أنني سأتحدث ولن أصمت، فنشرت كل أبحاثي ونتائجها على مواقع التواصل الإجتماعي، وفتحت بث مباشر على الفيسبوك، أتحدث عن كل شيء عن الفساد و الرشوة، وهنا كانت النهاية الحقيقة لهم قبل أن تكون لي، وحدثت البلبلة المرجوة، ولكنهم لم يتركوني و شأني، حيث قالوا أنني مريضة والمرض أثر علي، وأنني سيئة السمعة و حُبلى دون زواج، فكيف لشخص مثلها أن نثق به؟ وتم حذف جميع الأبحاث و البث المباشر، (وأكملت بعد تنهيدة طويلة) واليوم حاولوا قتلي مرة أخرى، ولكن هربت منهم إلى هنا...


تحميل الكتاب


google-playkhamsatmostaqltradent