recent
مشاركات بوفار

كتاب ثلّة من الأولين للكاتب خالد بن شعبان لحيــمر

bovar
الصفحة الرئيسية

 اسم العمل

ثلّة من الأولين 

نوع العمل

كتاب ديني


اسم الكاتب

خالد بن شعبان لحيــمر 


تدقيق لغوي

رانيا خليل 


تصميم الغلاف

منى وجيه


تصميم داخلي وتنسيق

وئام مدحت 


الاقتباس

ما أكثر الّذين سطروا ويسطرون في الفقه المالكي - دراسة وتمحيصًا وترجيحًا واستدلالًا ولكن هل يُعقل أن نتمذهب بمذهب وأكثرنا لا يعرف غير نَزَر يسير عن كثير من أشهر أعلامه، بل ومنهم من لا نعرف عنه غير اسمه أو كنيته، إنّنا إذا أردنا أن نقدر هذا المذهب حقّ قدره، فعلينا أن نتعرّف إلى أولئك الرجال الّذين أصّلوا أصوله، وهيّأوا أسبابه، وهيّعوا سُبُله، فإنّ في حياة كلّ أحد منهم دروسًا وعبَرًا يستمدّ منها العاقل أنوارًا مشرقة تنعكس -إن شاء الله - على أكثر من جانب فيه، شمائل وعلمًا وعبادة وما إلى ذلك. 
إنّ الإمام مالك - رحمه الله - لو لم يُخَلِّف مِن بَعده رجالًا كانوا له بمقام البنين والحفدة يدوّنون علمه، وينشرون مذهبه على الأصول الّتي أخذوها عنه، لربما انحسر مذهبُه في المدينة مدّة، ثمّ اندثر كتلك المذاهب الفقهية الّتي اندثرتْ، ولعفا علمُ، ولغدا الإمامُ اسمًا وسيرةً في بعض الكتب، وشيئًا من أقواله متفرّقة هنا وهناك، إنّه لا يَعرف الفضلَ لأهله إلاّ أهلُه، وإنّا لمدينون لهذا الإمام، ولأولئك العلماء الّذين تتلمذوا على يديه، ونهلوا من معينه، ونشروا في الأرض مذهبه، ومدينون لأولئك الّذين تناقلوا لنا هذا المذهب بأمانة جيلًا بعد جيل، واجتهدوا في سبيل ذلك بإخلاص في ما نحسب، حتّى بلَغَنا هذا المذهبُ غَضًّا طريًّا كما ترى، مدينون لهم جميعًا بالفضل بعد الله ورسوله والصحابة والتابعين، مدينون لهم بأن ندعو لهم، ونستغفر لهم، وبأن نحافظ على مذهبنا هذا، نَحمي كيانه، ونُحيي تراثه، ونضُخّ في بعض فتاويه دماء جديدة؛ حتّى تُواكب هذا الزمان، مدينون لأولئك الرجال بأن ننفُضَ الغبار عن سيَرهم، وننشرها في الناس، فإنّ أكثر الناس اليوم يكادون لا يسمعون حتّى بأسماء أكثر علماء هذا المذهب، ناهيك عن أن يَعْرفوا شيئًا من سيَرهم.
أـ المطلب الأول:
من هو مؤسس المذهب المالكي؟
هو الإمام مالك بن أنس بن أبي عامر الأصبحي: 
(1) إمام دار الهجرة فقهًا وحديثًا بعد التابعين، ولد بالمدينة في عهد الوليد بن عبد الملك سنة (93ه) على الأرجح، ولم يرحل منها إلى بلد آخر، عاصر - كأبي حنيفة - الدولتين الأموية والعباسية، لكنه أدرك من الدولة العباسية حظًا أوفر، وقد اتسعت الدولة الإسلامية في عصر هذين الإمامين، فامتدت من المحيط الأطلسي غربًا إلى الصين شرقًا، ووصلت إلى أواسط أوربا بفتح الأندلس.
- طلب العلم على علماء المدينة، ولازم عبد الرحمن بن هرمز مدة طويلة، وأخذ عن نافع مولى ابن عمر وابن شهاب الزهري، وشيخه في الفقه ربيعة بن عبد الرحمن المعروف بربيعة الرأي.
- كان إمامًا في الحديث وفي الفقه، وكتابه (الموطأ) كتاب جليل في الحديث والفقه.
(٢) قال عنه الشافعي رحمه الله: "مالك أستاذي، وعنه أخذت العلم، وهو الحجة بيني وبين الله تعالى، وما أحد أمنّ علي من مالك، وإذا ذكر العلماء، فمالك النجم الثاقب" 
ثمّ مرض الإمام مالك:
(٣) قال إسماعيل بن أبي أويس - وهو ابن أخت الإمام:
" اشتكى مالك بن أنس أيامًا يسيرة، فسألت بعض أهلنا عمّا قال عند الموت، قالوا: تشهد، ثم قال: لله الأمر من قبل ومن بعد، وتوفى صبيحة أربع عشرة من شهر ربيع الأول من سنة تسع وسبعين ومائة، في خلافة هارون) (4) (ودفن بالبقيع)" (5) 
ورأى عمرُ بن يحيى بن سعيد الأنصاري في الليلة التي مات فيها مالك قائلًا يقول: لقد أصبح الإسلام زعزع ركنه غداة، ثوى الهادي لدى منحدر القبر، إمام الهدى ما وزال للعلم صائنًا، عليه سلام الله في آخر الدهر
قال: وانتبهتُ وكتبتُ البيتين في السراج، وإذا الصاروخ على مالك رحمه الله تعالى.) (6)
------------

ب-المطلب الثاني :
من هم أشهر تلامذة الإمام مالك ؟
كان من أشهر تلامذته فريق من المصريين، وفريق آخر من شمال إفريقية والأندلس(7) ، وفريق من الذين نشروا مذهبه في الحجاز والعراق.




google-playkhamsatmostaqltradent