recent
مشاركات بوفار

نصوص صهيل حنجرة موقوتة للكاتبة زهراء مروان استامبولي

bovar
الصفحة الرئيسية

اسم العمل 


صهيل حنجرة موقوتة 


نوع العمل

نصوص نثرية 


اسم الكاتبة 

زهراء مروان استامبولي 


تدقيق لغوي

سهيلة الجندي 


تصميم الغلاف 

لمار التعمري 


تصميم داخلي وتنسيق

وئام مدحت 

موضوع العمل

مجموعة من النصوص النثرية تتحدث من خلالها الكاتبة عن مشاعرها العاطفية المحشوة بالألم تارة والعتاب تارة أخرى والحنين والشوق والحقد تارة والكره تارة أخرى وتشتعل في ثنياها روح القتل والانتقام مرات عديدة..

الاقتباس 

فؤادٌ مسلوبٌ في عهد رجلٍ أحمق

امرأة تقتني حواس الهوى، وجدٌ، عينان، روحٌ، أحلامٌ، غيمةٌ وَنجمةٌ تضيء غيمار وحدتها التي طال بها الأمد.

ترسم ضحكةً قاهرة، تقطف أملًا مكذوبًا، تدندن شوقًا مكلومًا، تغزل آخر رمشٍ كاد يسقط سهوًا برفقة دمعة.


امرأة جلَ عيوبها أنّها أحبّت من لا يفقه بالحبّ.

كلّما حلّقت في فضاء أحلامها بُتر جزءٌ من جناحيها لتسقطَ متأثرةً بجراحٍ دامية.


رجل أبدع بإضرام نار ارتيابٍ لا تنطفئ، في ذاكرةٍ تضجُّ بضحايا الحيرة.


رجلٌ مغفّل 

يدّعي الكبرياء وَما لمستُ فيه سوى حماقة صارخة.

متعجرفٌ في الهوى، بجّاجٌ في شوقه، وَفي وصاله عذابٌ من جحيم.


امرأة فقدت أجمل ما فيها، أنّها انقسمت لنصفين، إمرأةٌ مهزومةٌ، مطفأة بروحٍ جاثية، وَروحٌ ضريرة، وَعينان صمّاء، ومشاعر بكماء.

نصفها الآخر رماد، كلما لفح به الهوى تطاير في عراء الذّكرى حيثما كانت تحيا قبل أن تلقي حتفها عند أعتاب الحبِّ قبل عام.

طيف_الزهراء





كان يهوى لعبةَ الرّحيلِ المُباغت، ظنَّ أنَّ العبثَ بقلبي أمرٌ سهل.

 

أحمق، أنا من وضعتُ قانونَ لعبةِ الموت تلك، أنا من خطّت نقطةَ النّهاية لضحيّتي الأولى والأخيرة، سأقيم حربًا عالميّة، سأضع أوزار حقدي، وأقيّد حواسه، وأسقطه أشلاءً مدميّة، سأبتر أطرافه، وأفجّر رأسه بآلاف الأسئلة، سيناديني حتّى تتلف حبالهُ الصّوتيّة 

سأقطعُ أصابعه، ولو حاول يومًا لمس يدي


ليكن

الجرح بالجرح والبادئ بالأذى سيقتلُ يا عزيزي.


حين أشعر بالجوع سأقضم قلبكَ بشراهةٍ، وألعقُ دمائكَ قطرةً قطرة،

سأبصقُ ديدانَ شرايينك المقززة، وأجفّفُ بقايا سمومكَ عن فمي.


في ليلةٍ قريبة، سأرتدي وجهكَ القبيح، وأخرجُ للعالم بوحشيّةٍ قاتلة 

فلا عجبًا لحقدي اليوم قد كان وجهكَ الآخر ذات يومٍ يا عزيزي.

#طيف_الزهراء



نحيبٌ صاخبٌ 


هنا جثثٌ متعفنةٌ أستنشقُ الهواءَ برئتينِ ملوثتان، في يدي سيجارةٌ وأمامَ عينيَّ غربانُ الوقتِ تنعقُ لخرابٍ مقبلٍ، باتت عظاميَ كقوتِ سائغٍ لديدانِ الانتظارِ، أقبضُ قدمي وأزحفُ ببطء كأفعىً مصابةُ بقضمةِ بشريّ مفترسٍ.


أختبئُ في جوف ذاكرتيَ لثوانٍ، أعانقُ سعادتيَ بمشنقةٍ وأتأرجحُ حزنًا وألمًا حدَ الموتِ، والشوقِ جرعات مفرطة للانتحار بهدوءٍ.


يأتيني وجههُ كالاحتضار، وصوتهُ كالعذابِ المنتظرِ، أدفنُ بمقبرةِ خوفي 

كقاتلةٍ وضحيةٍ، أبكي عليَّ وأزفرُ قهقهة حقدٍ على نفسي، من مجزرةٍ تقامُ داخلي، أعلنُ سقوطيَ دفعةً واحدةً، لطالما كان السقوطُ، يليقُ بامرأة مغمسةٍ بالقوةِ، يحقُ لها انتحار عظيمٌ للغايةِ كهذا.

طيف_الزهراء




صُداعُ مُختلة


أقبِضُ جُمجُمتي لِألتَقِطَ ذُبابةً تَقضِمُ جِدارَ عقلي 


فِكرة، ذِكرى، سَرابٌ، حَقيقةٌ مُبهمة، أَرسُمُ عِيدانَ ثِقابٍ، ضَحيةً، قاتِلة، مَلاكٌ، شيطانة.


أُغني، أبكي وألفِظُ زَفيرَ بَغضاءَ داخِلي، قَضمتُ أصابِعي بأنياب القلقِ جوعًا لِلهدوء، بَقيت قَدمايَ المشلولة، وعينٌ يُغطيها شِريانُ حُزنٍ قاتل، وإن غَسقتُ بِبحرِ دِماءٍ فاسِدٍ.


في حلقي صَخرةً عالِقةً مِنذُ أعوام، صَرخةُ ألم، غصةُ حنين، دَمعةُ حِرمان، كَلمة ابتلعتها قَبلَ الوداع، هُنا جَثةُ إمرأةٍ تَفوحُ مِنها رائِحةٌ حَزينةٌ مُميتة.


طيف_الزهراء





وجومٌ مِن سقيمٍ


أصابَني خريفٌ قاتلٌ


سقطت أحلامي قبل أن أنتهِ مِن رسمِها، سقطت خصلاتُ شعري بعد أنْ لُقِّبتُ بروبانزل، فقدتُ حواسي، وتلاشتْ عاطفَتي، جفَّ دمعُ مُقلي، تمزق جلدي، لديَّ رغبةٌ بالشِّفاء، ولكن، مضت الفصولُ كُلها وكأنَّها خريفٌ دائمٌ، كربيعِ فؤادي الأخضر، كشتاءٍ مِن الخيبات، كصيفٍ مِن الانكسارات، لامرأة مُصابةٍ بمُتلازمةِ الصَّبر، تكتبُ لتغُضَّ بَصيرةَ جُمجمَتها عن حاضرٍ عارٍ حِفاظًا على حِشمةِ ما تبقى مِن اتِّزانِها.


طيف_الزهراء





هذا الّليل مؤلمٌ يشبه كسر عنقٍ وَفكّ جمجمةٍ، هذا الوقتُ قاتلٌ كخنجرٍ مسنونٍ متمرّسٍ بالذّبح، وَأنا جثّة مفقودة تحتَ أنقاضِ الحزن.


طيف_الزهراء





صرخةُ انتقام

وَلو يعادُ الأمس الّذي كان وجهك فيه يشرق كبدعة سلام، أو ليتني مزّقت مسامات ملامحكَ الشّريرة.


لطالما كنت أراها بعين جمجمتي وبوضوحٍ تام، تغافلت عنها وَرأيتها بغشاوة قلبي.


قطعت أميالًا من اليقين، وَسبقت أدراج الشكّ، وَأثبتُّ للعالم أجمع بأنّك شبيهٌ لشيطانٍ.


أراك اليوم نائمًا، متنعّمًا بضميرك الميّت، هائمًا بأكاذيبك الشّنيعة لتفنى.


تدقّ طبولٌ صاخبة في رأسي، أصرخ، أجنّ، أبكي، أقبض باب جمجمتي وَأخرج منه، أقيم في محراب وجدي نارًا تلطّى أحرقَ بها عاطفتي وَحواسّي وَبعضًا من أحرف اسمك؛ لتأتي ذكرى هوجاءَ تعصف بِرمادي، لأخرج من بقاياه، امرأة عقيمة المشاعر، شبيهة الموت، وَأشدّ قسوة.


طيف_الزهراء




حمامةٌ استطابَ البؤسُ وجدها، تُرِكنَ أسفلَ نافذةٍ مبلّلةٍ تطلُّ على ضفّةِ ماضٍ من الحرمان ، كسولُ الأمانِ هوَ حاضرها، سقطَتْ عنوة على إثرِ عاصفةٍ هوجاءَ أردتها مبتورةَ الأجنحة، متأثٍرة بجراحٍ لا تحصى.


حمامةٌ تجمّلتْ بكُلِّ ألوانِ التّعبِ، غسقتْ عينَ الأحلامِ رأفةً لحالها، حمامةٌ وهبتْ جناحيها لغرابٍ ابتدعَ السّلامَ وَمضى.


طيف_الزهراء




هذا الّليل موحشٌ يشبه ذكرى شنيعة خالدة في صميمي، رحيلك القاتل، أقبضُ وجهي خوفًا من أن يسقط كما سقطت ابتسامتي في الأمس. 


قيّدتُ حبالي الصّوتية بسلاسل بعد أن ابتلعت صرخة الفراق، عيناي أطفأتها عندما لمحت غريبًا يحمل بعضًا من ملامحك، عانقتُ جمجمتي حرقةً لذكرى جميلة عبرت، حتّى كدْت أحطّمها.


خيالًا، عانقتك، قبّلتُ جبينك، وَضممتُ يداكَ لصدري، داويت عنق الخيال بمشنقة موتك، قضمت شفاهي بأنياب حسرةٍ وَندمٍ على وقتٍ أهدرته بعيدة عنك، قصصت شعري حدادًاعلى رحيل نجمي، تجمّل نثري بكلِّ حروف التّعب وَكلماتِ اليأس، يدي شهيدةٌ حيّة لتخطّ مجزرة الموت داخلي بهيئة جثث نثريّة هامدة.


طيف_الزهراء




رجلٌ مغمّسٌ بذكرياتٍ مالحةٍ


أقتربُ منه، لعلّ في قربي طعم يصلحُ لإنبات ورقة خضراء تثمرُ بينَ أصابعِهٍ المشلولة، يصفعُني بقبضةِ حزنِه، وأسقط بسلاسةٍ مميتةٍ، أيقنتُ أنّ محاولاتي أشبه بالموتِ البطيء، ومع هذا أُعيدُ الكرّة.


المعجزةُ الثّامنةُ هي حزنُهُ، وأنا امرأة عنيدة، أكره الاستسلام، وأعشق المغامرة، وأخاف النسيان؛ لذا، أجمع إرب جسدي للمرّة المائة مستعينةً بنسيجِ عنكبوتٍ، لم يبقَ لي الكثيرُ من الفرص، ولن يُبطئ الوقتُ، ولم يسعفني الانتحار.


أدمنتُ سمومَ يأسِهِ منذُ سنواتٍ، كبديلٍ مساوٍ للموتِ ببراعة، وأنا اليوم أملك أسبابًا باهظةً للانهيار الأبديّ على يدِ رجلٍ مغفّلٍ، فما كان قربُه سكينةً، بقدر ما كان مثيلًا للتّضحيةِ بالنّفس، ومع هذا، قدمتُ له سبعَ أرواحٍ على طبقٍ مرصّعٍ بالحُبّ، فأعادهم أشلاءً دامية، دونَ شفقةٍ، دونَ رحمةٍ.


خطفَ كلَّ شعوري، وزرعَ خيبات، ومئة صرخة وست وسبعين دمعةً، وثمانية وعشرين حرفًا، وأعظم أعظم لغة، وألف ألف جلدة غائرة في جسدي، وذبحة بليغة في صدري.


طيف_الزهراء





جففتُ ذِكراكَ، قبلَ أن تصلَ أول دمعةٍ لخدي نَسيتُكَ، أحببتُكَ كهفوةِ لسانٍ لم أكترثْ لها، وأمي تغاضتْ عنها.


طيف_الزهراء




تمخض قلبي فأنجب ذكرى رحيلك.


طيف_الزهراء




على عتبةِ الانتظارِ لفظتْ لهفتي أنفاسها الأخيرة.

طيف_الزهراء




في غياهبِ النّسيان، كقطةٍ ضريرةٍ، مرميّة على رصيفٍ بارد، وما من أحدٍ يكترثُ لموائها، تلدغها عقاربُ الانتظار، تقضمها أفاعي الوقتِ المسموم، حتّى بتُّ قوتًا سائغًا لجرذانِ الذّكريات القذرة، تنهشُ جمجمتي، تقضمُ قلبي ببطءٍ، تمزّق شراييني بأنيابها الحادّة، ترتشفُ آخرَ دمعةٍ، تدفنُ أولَ صرخةٍ، تنقضُّ على هشاشتي بشراسةٍ، لتلفظَ لهفتي أنفاسها الأخيرة.


طيف_الزهراء


تحميل الكتاب



google-playkhamsatmostaqltradent